منتدى كل العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أدب الرحلات

اذهب الى الأسفل

أدب الرحلات Empty أدب الرحلات

مُساهمة من طرف سعد ناصرالدين الأربعاء مارس 19, 2008 9:09 am

ويبحث الموضوع في:
خصائص أدب الرحلات وبعض الرحالة مثل ابن جبير

أدب الرحلات

إن مصطلح (أدب الرحلة) من أكثر المصطلحات تشعبا، حتى أن البعض يعتبرون المصطلح فضفاضا إلى حد كبير، فهو يحوي موضوعين كبيرين هما: الأدب من جهة.. والرحلة من جهة أخرى.. وهو يثير العديد من التساؤلات حول ماهيته وأشكاله وأهدافه وأنواعه... إلخ.
وإذا بدأنا من البداية من كلمة فأعتقد أنه ليس من قبيل المبالغة أن نقول إن الرحلة هي قدر الإنسان.. فمن العدم إلى الوجود كانت رحلة آدم الأولى.. ومن الجنة إلى الأرض كانت رحلة آدم وحواء الأولى.. ومنذ ذلك التاريخ السحيق لم تتوقف رحلات البشر.
تعددت الرحلات بتعدد أهدافها.. ووسائلها، فبالنسبة للوسائل كانت هناك رحلات برية ورحلات بحرية، وحديثاً رحلات جوية وفضائية.. وبالنسبة للأغراض هناك رحلات مقدسة أو دينية ورحلات تجارية ورحلات علمية.. ورحلات ترفيهية.
فمن أشهر الرحلات المقدسة رحلة بحرية، وهي التي قام بها النبي نوح – عليه السلام - وأتباعه من المؤمنين في سفينة أنقذت البشرية من الفناء بالطوفان.. ورحلة بحرية أخرى تلك التي قام بها النبي يونس – عليه السلام - في سفينة.. واكتملت أحداثها في أعماق البحر عندما ابتلعه الحوت.. وتوجت بعودته مرة أخرى .
ومن الرحلات المقدسة/ البرية.. رحلة سيدنا إبراهيم – عليه السلام - وزوجته سارة إلى مصر.. ورحلة سيدنا إبراهيم – عليه السلام - وزوجته هاجر وطفلهما إسماعيل إلى مكة.. ورحلات سيدنا موسى – عليه السلام - وحده من مصر وإليها ثم مع اليهود.. ورحلة سيدنا عيسى – عليه السلام - وأمه مريم البتول إلى مصر.. ورحلة سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم - من مكة إلى المدينة (الهجرة)، فكل الأنبياء أُخرجوا من ديارهم.. وكل هذه الرحلات المقدسة وغيرها مسجلة في الكتب المنزلة .
ومن أشهر وأقدم الرحلات التجارية/ البحرية.. تلك القافلة من السفن التي أرسلتها الملكة المصرية حتشبسوت إلى بلاد بنت (الصومال حالياً)، وأهمية هذه الرحلة أنها كانت سلمية وهي مسجلة على جدران المعابد.
ومن أقدم الرحلات العلمية الشهيرة رحلة "هيرودوتس" الملقب بأبي التاريخ إلى مصر.. وقد سجلها في كتاب يُعَدُّ من أقدم المراجع التاريخية.
وإذا بدأنا بتعداد الرحلات الهامة، والرحلات الشهيرة، والرحلات الغريبة أو المثيرة.. فلن ننتهي أبداً.

لذلك فلننتقل إلى نقطة أخرى.. ما أهمية الرحلات؟ ما أهمية أن تسافر؟ يمكن أن تتعدد الإجابات أيضاً.. وكل الإجابات صحيحة.. فالفيلسوف الإنجليزي فرنسيس بيكون يقول: إن السفر تعليم للصغير وخبرة للكبير، والشيخ حسن العطار يرى أن السفر مرآة الأعاجيب وقسطاس التجاريب، والأديب الفرنسي سافراي يقول إن الرحلات تشكل أكثر المدارس تثقيفاً للإنسان..

والرحالة الشهير أبو الحسن المسعودي يقول: ليس من لزم جهة وطنه وقنع بما نمى إليه من الأخبار من إقليمه كمن قسم عمره على قطع الأقطار.. ووزع بين أيامه تقاذف الأسفار واستخرج كل دقيق من معدنه، وإثارة كل نفيس من مكمنه.

ويدعو الشاعر الإنجليزي ت. س إليوت كل البشر هاتفاً: ارتحلوا.. انطلقوا أيها الرحالة.. فأنتم لستم نفس الأشخاص عند بدء الرحلة!!

ويقول الإمام الشافعي:

سافرْ تَجِدْ عِوَضــاً عَمَّنْ تُفَارِقُهُ وَانْصَبْ فإنَّ لَذِيذَ العيشِ في النَّصَبِ
إنِّـي رأيتُ وُقُوفَ المــاءِ يُفْسِدُهُ إنْ سَالَ طَابَ وإنْ لم يَجْرِ لـم يَطِبِ

والشمسُ لَوْ وَقَفَتْ في الْفُلْكِ دائمةً لَمَلَّهَا النــاسُ مِنْ عَجَمٍ ومِن عُرْبِ

وفوق كل ذلك يقول المولى عز وجل: "قُلْ سِيْرُوْا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقُ"، ويقول سبحانه: "فَسِيْرُوْا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبةُ الْمُكَذِّبِيْنَ" ويقول سبحانه: "هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِها وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُوْرُ".

وإذا كان الله سبحانه وتعالى جعلنا شعوباً وقبائل لنتعارف، فإن هذا التعارف يكون بالرحلة.. بالانتقال من مكان لمكان يلتقي الناس ببعضهم البعض..

فنحن نسافر لنعرف أكثر.. وهذا ينطبق على الرحلات العلمية والجغرافية (هيرودوت - الإدريسي - المسعودي - داروين مثلاً)، ونحن نسافر لنربح أموالاً أكثر.. وهذا ينطبق على الرحلات التجارية.. ونحن نسافر لنضم إلينا أرضًا أكثر.. وهذا ينطبق على الرحلات الكشفية (كولومبس - فاسكو دجاما مثلاً)، ونحن نسافر لنقترب إلى الله أكثر (رحلات الحج والعمرة)، ونحن نسافر لنستمتع بحياتنا ونجددها (الرحلات السياحية).

نسافر لكل هذه الأسباب وغيرها.. لكن المهم أننا نفعلها دائماً أفراداً وجماعات لأسباب مختلفة.

تجولنا بسرعة مع كلمة رحلة.. أما الأدب فلا يَقِلُّ عن كلمة الرحلة اتساعاً بل غموضاً أيضاً.. فالأدب شعر ونثر.. فصحى وعامية.. والأدب ملاحم وأساطير ومسرحيات وقصص وروايات وأقاصيص وحواديت.. والأدب قبل كل هذا وبعده هو خلاصة التجربة الإنسانية معبراً عنها بشكل جمالي، أما هذا المعنى العام فتفصيلاته تخضع لكل التقسيمات التي أشرنا إليها.

وعندما نربط بين الرحلة التي هي قدر الإنسان في رأينا.. والأدب.. تتوالى أسئلة كثيرة عن آداب الرحلة.. وعن أدب الرحلة.. وعن أهم الرحلات.. وأنواع الرحلات كأدب وغير ذلك من الأسئلة التي سنعمل على التواصل معها .
-*-*-*-*-*-
أوصى حكيم أعرابي قديم صديقاً له أراد سفراً فقال: "إنك تدخل بلداً لا تعرفه ولا يعرفك أهله فتمسك بوصيتي تكتب لك السلامة، عليك بحسن الشمائل فإنها تدل على الحرية، ونقاء الأطراف فإنه يشهد بكرم المنبت والمحتد، ونظافة البزة فإنها تنبئ عن النشء في النعمى، وطيب الرائحة فإنها تـظهر المروءة، والأدب الجميل فإنه يكسب المحبة، وليكن عقلك دون دينك وقولك دون فعلك ولباسك دون قدرك، والزم الحياء والألفة فإنك إن استحييت من الفظاظة اجتنبت الخساسة، وإن أنفقت من الغلبة لم يتقدمك نظير في مرتبة".

كما أوصت أعرابية ابنها في سفر فقالت: "يا بني إنك تجاور الغرباء وترحل عن الأصدقاء ولعلك لا تلقى غير الأعداء، فخالط الناس بجميل البشر واتق اللّه في العلانية والسر"، وقال الإنجلـــــيز في تراثهم القديم عن المســــافر:

"يجب أن يكون له عينا صقر ليرى كل شيء، وأن يكون له أذنا حمار ليسمع كل شيء، وأن يكون له ظهر جمل لتحمل أي شيء، وساقا معزة لا تتعـــبان من المشــــي، وحقيبــــتان إحـــــداهما امتلأت بالمال والأخرى بالصبر"...


من أدب الرحلة

ويزخر تراثنا الإسلامي برصيد مجيد من أدب الرحلة خلفه رحالة علماء أفذاذ ودونوا لنا ما لم تدونه كتب التاريخ السياسي ومصادره، فسجلوا في كتاباتهم تلك مشاهداتهم المختلفة وصنفوا عادات وتقاليد الشعوب المختلفة وتحدثوا عن طبائع الناس وتطرقوا لتحليل جوانب أكثر دقة وأهمية في مختلف المجالات، ودمجوا ذلك وصاغوه بأسلوب يجمع بين الواقعة التاريخية وعنصر الإثارة والتشويق.

ويمكن بذلك أن نقول: "إن أدب الرحلة يمثل نوعاً من الكتابة تكثر فيه الشهادات المدونة التي تنقل المطالع إلى أصقاع بعيدة لا يعرفها فتطلعه على أحوال تلك البلدان جغرافياً واجتماعياً وتاريخياً واقتصادياً.

ويقف على رأس القائمة الطويلة للرحالة المميزين في القرن الثالث الهجري (التاسع الميلادي) اليعقوبي، وابن وهب القرشي، وسلام الترجمان، وفي القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي) المسعودي، والمقدسي، وابن حوقل، وابن فضلان، وفي القرن الخامس الهجري (الحادي عشر الميلادي) عرف الناس أبا الريحان البيروني، في حين عرفوا في القرن السادس الهجري (الثاني عشر الميلادي) رحالة المغرب الذين شدوا رحالهم صوب الشرق قاصدين حج بيت اللّه الحرام أول أمرهم ثم تأصل حب الرحلة في قلوبهم فأولعوا بالتنقل والترحال ودونوا ذلك في مؤلفات خالدة القيمة والأثر نذكر منهم الإدريسي وابن جبير، وأبا حامد الغرناطي، وابن أبي بكر الهراوي، وإذا انتهينا إلى القرنين السابع والثامن الهجريين (الرابع عشر والخامس عشر الميلاديين) فإننا نذكر بكل فخر واعتزاز في هذا المجال رحلات البغدادي والحموي المغربي، حتى إذا انتهينا إلى أرفع مستوى بلغت فيه رحلات العرب المسلمين أقصى غاياتها من حيث الغنى ومن حيث الاتساع نجد ابن بطوطة وقد أنفق في رحلته حوالي ثمانية وعشرين عاماً قطع خلالها ما يساوي مائة وعشرين ألف كيلومتر، ثم نجد البلوي وابن جابر، ونجد كذلك محمد بن قو سلطان مالي.
وفي عصرنا الحالي يطل علينا عدد من الرحالة العرب المشاهير تمكنوا من التجول والسفر والترحال بين بلدان العالم المختلفة ودونوا بأسلوب بارع ذي نفحة أدبية خفيفة أطرافاً من رحلاتهم في عدد من الكتب القيمة في هذا المجال.
شعر ونثر
هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى نجد أن الأدب العربي قد حفل بالكثير من القصائد والنثر الذي يحث على الأسفار والرحلات كما حفل بالكثير الذي يعارض ذلك.
ونورد على سبيل المثال ما ينسب للإمام الشافعي من قوله رحمه اللّه حاضاً على الرحلة والسفر:
تغرب عن الأوطان في طلب العلا
وسافر ففي الأسفار خمس فوائد
تفريج هم واكتساب معيشة
وعلم وآداب وصحبة ماجد
فإن قيل في الأسفار ذل وغربة
وقطع فياف وارتكاب الشدائد
فموت الفتى خير له من حياته
بدار هوان بين واش وحاسد

أما المعارضون للسفر والرحلة فقد عبر عنهم شاعرهم بقوله:

تفكر إخوان وفقد أحبة
وتشتيت أموال وخيفة سارق
وكثرة إيحاش وقلة مؤنس
وأعظمها يا صاح سكن الفنادق
فإن قيل في الأسفار كسب معيشة
وعلم وآداب وصحبة فائق
فقل كان ذا دهراً تقادم عهده
وأعقبه دهر كثير العوائق
وهذا مقالي والسلام مؤبد
وجرب ففي التجريب علم الحقائق

فقام أحدهم يجرب السفر والرحلة فقال:

سفر الفتى لممالك وديار
وتجول في سائر الأمصار
علم ومعرفة وفهم واسع
وتجارب ورواية الأخبار

ومن عوامل نجاح أدب الرحلة التي يمكن أن نشير إليها في هذا المقال أن تكون الرحلة مدونة تدويناً موضوعياً بعيداً عن الفرضية وأن يكون الرحالة متصفاً بالنزاهة والواقعية فضلاً عن كونه مزوداً بالعلم والثقافة والمعرفة.

ونظراً إلى هذه المضامين، فقد عد الباحثون أدب الرحلة علماً من العلوم، إذ إن أصحابه ألموا فيه بكثير من المعارف، فتحدثوا عن البلاد التي زاروها، وعن طبيعة الأرض والمناخ والمواقع والحدود والأبعاد والارتفاعات، ولم يهملوا أحياناً البنيان والآثار، وصوروا أحوال السكان وطباعهم وأعيادهم وحرفهم وما يؤدونه من الضرائب، وما كانت تختلف به الألسنة وتتغير اللهجات، فشملوا بذلك مختلف أنواع الجغرافية، ويمكن أن نشير هناإلى ما تزخر به كتابات الإدريسي في "نزهة المشتاق" وابن جبير في "كتاب الرحلة" وابن بطوطة في "تحفة النظار" وناصر خسرو علوي في "سفر نامة" والقاسم التجيبي في "أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم"، ومحمد بن عمر التونسي في كتابه القيم "تشحيذ الأذهان بسيرة بلاد العرب والسودان"، إلى غير ذلك من الكتابات الراقية التي تنقل القارئ إلى المناخات والبيئات والأجواء والأزمنة التي كتبت فيها تلك الدراسات القيمة

الرحالة ابن جبير
محمد بن أحمد بن جبير الكناني المعروف بابن جبير ولد في بلنسية سنة 540 هـ ، 1145م وتعلم على يد ابيه وغيره من العلماء في عصره ثم استخدمه امير غرناطة ابو سعيد ين عبد المؤمن ملك الموحدين في وظيفة كاتم السر فاستوطن غرناطة

وكان الامير ابا سعيد استدعاه يوما ليكتب عنه كتابا وهو يشرب الخمر ، فارغم ابن جبير على شرب سبعة كئوس من الخمر واعطاه سبيعة اقداح دنانير ، لذلك صمم ابن جبير على القيام برحلة الحج بتلك الدنانير تكفيرا عن خطيئته واقامن في سفره سنتين ودون مشاهداته وملاحظاته في يوميات عرفت برحلة ابن جبير ، وسميت باسم " تذكرة بالأخبار عن اتفاقات الأسفار " والذى كتبه حوالى سنة 582هـ/ 1186م وتداوله الشرق والغرب حتى قام المؤرخ والمترجم الانجليزى ويليام رايت William Wright بنشره وطبعه في كتاب جمع عدد كبير من الرحلات لرحالة وحجاج عرب واجانب مسلمين ومسيحيين ويهود عرف ياسم " Early travellers in palastine ".

وصف الرحلة
ترك ابن جبير غرناطة مع صديقه احمد بن حسان يوم الخميس 8 من شوال سنة 578هـ/ 1183م إلى جزيرة الطريف ( الطرف الأغر ) وعبر البحر من هناك إلى سبته فركب سفينة جنوية ذاهبة إلى الاسكندرية فركبها يوم الخميس 29 شوال ، 24 فيراير ، وسارت السفينة في البحر تتقاذفها الامواج ومرت بمساحة شاطىء الاندلس حتى ثغر دانية ثم جزر ميورقة ومنورقة وسردانية ثم جزيرة صقلية ثم إلى جزيرة اقريطش ( كريت ) ثم وصلت الاسكندرية في يوم 29 ذى القعدة / 26 مارس اى انها اسغرقت في سفرها من جزية الطريف إلى الاسكندرية ثلاثين يوما .
مشاهدات ابن جبير
كان أول ما شاهده ابن جبير هو عملية التفتيش في الميناء حيث طلع موظفون على مركب صغيرة في عرض البحر وفتشوا الفسينة الجنوية قبل دخولها الميناء وسجلوا اسماء اركاب وهدف الرحلة والسلع والبضائع وقد آلمه سوء معاملة الموظفين للحجاج المسلمين . ثم طاف بالمدينة وزار اثارها الرومانية والبطلمية وشاهد مساجدها العريقة ، وعرض وصفا جميلا للخطيب في صلاة الجمعة كما شاهد دخول اسرى من الفرنج من اسرى الحملة الصليبيية التى قام بها ارناط صاحب الكرك لغزو البحر الاحمر وقد فشلت وتصدى له صلاح الدين الايوبى ثم رحل إلى القاهرة في يوم 8 ذو الحجة / 3 ابريل وزار مسجد الحسين ومسجد الشافعى والقرافة والمدرسة الناصرية والتقى بشيوخ وعلماء وتحدث عن صلاح اليدن وعن بعض الرجال الذين اسسوا الدولة الايوبية ، وشاهد قلعة الجبل ولم يكن اكتمل بنائها بعد كما عاين سور القاهرة والخندف والقناطر التى بناها صلاح الدين ، وزار ايضا اهرام الجيزة الثلاثة ووصفها ، كما وصف مارستان احمد بن طولون ( مستشفى )بيت القاهرة ومصر ( مصر القديمة ) وكان جامع بن طولون قد تحول إلى مأوى للغرباء من اهل المغرب يعقدون فيه الدرس ويسكنون به ثم اكمل سفره إلى الصعيد وشاهد المدن الواقعة على النيل وخاصة مدينة قوص التى كانت مقصد التجار والمسافرين والحجاج من مصر والمغرب واليمن والهند والحبشة ، ثم اتجه إلى عيذاب على البحر الاحمر عبر الصحراء وهو طريق التجارة الدولية في الفلفل والبهار ، ثم اتجه إلى جدة ووصف السفن المخصصة لنقل الحجاج ثم تركها في يوم 11 ربيع الآخر 579هـ/ 2 اغسطس 1183م قاصدا مكة فوصلها بعد ثلاثة ايام وادى مناسك العمرة ، ويتخلل وصفه للمدينة عن اهل الحجاز انهم يهتمون بشدة بموسم الحجاج ، وان اشرف مكة على مذهب الزيدية ثم رحل إلى المدينة واكمل حجته بزيارة المسجد النبوى ثم اتجه في طريق إلى العراق وخراسان وكردستان والشام ووصف عادات وتقاليد السكان في الممالك الصليبية في عكا وصور وغيرها وراى بنفسه التعاون والتبادل اتجارى المشترك بين المسلمين والفرنج ويقال انه سافر ثلاث مرات في حياته إلى الشرق ثم استقر بمصر وتوفى بالاسكندرية في شهر شعبان 614هـ/ 1217م. وهكذا جاءة رحلته بمثابة مدونة وافية لجميع ما شاهده وصفحةواضحة لبعض تاريخ البلاد الاسلامية والمسيحية التى مربها وقاموسا لمصطلح عصره في بناء السفن والملاحة البحرية وثبتا باسماء البارزين من علماء المسلمين وملوكهم في اواخر القرن السادس الهجرى /القرن الحادى عشر الميلادى .

تم الاسترجاع من "http://ar.wikipedia.org/wiki

سعد ناصرالدين

عدد الرسائل : 195
تاريخ التسجيل : 28/02/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى